الجواب: صلاة التراويح هي قيام رمضان، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة كما ذكرت ذلك أعلم النساء به عائشة رضي الله عنها، حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان؟ فقالت: كان لا يزيد في رمضان، ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة. فهذا العدد ربما أفضل ما تصلى به صلاة التراويح، ولكن ينبغي أن يلاحظ المصلي، ولا سيما الأئمة الطمأنينة في هذه الصلاة؛ لأن بعض الأئمة نسأل الله لنا ولهم الهداية ليس لهم هم إلا أن يكونوا هم الذين يسبقون الناس في الخروج، فتجدهم يسرعون إسراعاً يخل بالطمأنينة، ويتعب من وراءهم من متابعة، وإن زاد الإنسان على إحدى عشرة ركعة إلى ثلاثة وعشرين ركعة، أو أكثر، فلا حرج؛ لأنه لم يجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديد الركعات، بل سئل صلى الله عليه وسلم عن قيام الليل، فقال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة، فأوتر له ما صلى. فبيّن العدد المحدد؛ وهو مثنى مثنى، فدل هذا على أن الأمر مركون للإنسان، وأن الأمر واحد، ولكن لا شك أن العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحافظ عليه أولى من غيره.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - فتاوى نور على الدرب - الشريط رقم [243]