عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)
صحيح مسلم [857]
قال ابن عثيمين رحمه الله: معناه أن من مس الحصى الذي هو الذي فرش به المسجد؛ لأن مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان مفروشًا بالحصى أي بالحصاة الصغار، فمن مس هذه الحصاة على وجه اللعب والعبث فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له، وهذا يدل على أن الإنسان ينبغي حال استماع مع الخطبة أن يكون خاشع البدن، حاضر القلب منصتاً للخطيب تماماً، ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة، والإمام يخطب فقد لغوت»،
واللاغي هو الذي لا جمعة له، ومعنى كونه لا جمعة له أنه يحرم من أجر الجمعة؛ لأن جمعته تبطل، فالأجر المترتب على الجمعة يحرم منه هذا الذي فعل ما يقتضي اللغو.
وقال ابن باز رحمه الله: هذا الحديث الصحيح أرشد به النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإنصات للخطيب يوم الجمعة، وعدم العبث بما يشغله عن سماع الخطبة، ومس الحصى من ذلك، وليس مقصودًا بذاته، بل المقصود العناية في الاستماع، والبعد عما يشغل عن الاستماع والإنصات، فإذا مس الحصى، أو مس أشياء أخرى في المسجد، من أهداب الفرش، أو من أوراقٍ عنده، أو ما أشبه ذلك، أشبه ذلك مس الحصى.
فتاوى نور على الدرب (727-284)