ومن الخطأ الشائع عند الناس أنهم يُحاذُون علماء الشريعة بعلماء المعارف العصرية ، كالطب أو الهندسة أو الفلك أو الفيزياء ، ثم يقول المُتحير منهم: ماذا قدم علماء الشريعة مقابل ما قدم هؤلاء للإنسانية من خدمات؟ و الجواب: أن علماء الشريعة قَدَّموا حفظ دين النبوة وعلمها الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأنبياء لم يُبعثوا أطباء و لا كميائيين ولا فزيائيين ولا فلكيين ولو كان ثَم عِلمٌ أعظم من علم الشريعة ، لَكان هذا هو علم الأنبياء، ولكن علم الأنبياء هو ما أوحاه الله سبحانه و تعالى إليهم،
ولذلك فإن من أعظم فضل علم الشريعة أنه العلم الذي يبقى به وحي السماء في الأرض، وبه تزكوا نفوس الناس وينالون سعادتهم في الدنيا والآخرة، ولا يوجد علم من العلوم يحاذي هذا العلم ينتفع به الناس منفعة أعظم من هذه المنفعة.